اسرائيل هي من احدى الدول المتقدمة في المجال الزراعي. وقد سبقت الكثير من دول
العالم في هذا المجال وأصبحت المزوّد الرئيسي للعالم في المنتوجات الزراعية على
اختلاف أنواعها. لكن التوقف عند التطور في مجال القطاع الزراعي في اسرائيل
يُعدّ مدخلاً لملامسة الخلفيات التاريخية التي تفضي، بدورها، نحو التقاط صيغة
"البنية الإسرائيلية الزراعية" بالمعطى التاريخي، والذي شكّل فيه "الاستيطان
الزراعي" حجر الزاوية، وكذلك اثبات زيف الإدعاء الاسرائيلي ان الأرض في فلسطين
"كانت قاحلة" وان اسرائيل هي التي قامت بتطويرها وجعلها أرضًا منتجة، وبالمقابل
مدخلاً يلامس حرص الدولة العبرية على بقاء تفوقها من خلال تدمير موارد زراعية
في الدول العربية المجاورة، الى جانب سرقة الخبرات والانجازات وانواع من
المزروعات من العالم العربي ومن فلسطين والزعم بأنها "ماركة اسرائيلية"!!. وفي
الوقت نفسه تسليط الضوء على راهنية الحالة التي تفضي الى إضعاف الفلاح /
المزارع العربي في الداخل، في الوقت الراهن، بعد مصادرة أرضه وخيراتها،
والإبقاء له على القليل من الأراضي التي يقوم بفلاحتها وزراعتها، وذلك من خلال
محاصرته وضرب منتوجه وعدم التعاون معه واخراجه من سياق التطوير وحتى منعه من
زراعة أو الاشتغال بأنواع معينة، مثل البطاطا وتربية الدواجن، لأسباب "أمنية"،
منها ان الجيش الاسرائيلي كان يعتمد في الطعام على البطاطا والدجاج (!!)، في
حين جرت "سرقة" يافا – المدينة الفلسطينية التاريخية – وبالتالي سرقة أهم منتوج
زراعي كانت تشتهر به وهو الحمضيات، وبالأساس، البرتقال اليافاوي، حيث تقوم
اسرائيل حاليًا بتوزيع البرتقال اليافاوي في كل أنحاء العالم تحت أسم عبري جديد
هو "جافا"!!